ايثار مشرفه لجميع أقســام المنتديات الإســـلامية
عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 05/04/2010 العمر : 32
| موضوع: فهل أنت مشغول بالله أم مشغول عن الله ؟ الأحد يوليو 04, 2010 6:43 pm | |
| ما هو همك فى هذه الحياة ؟ ما هو شاغلك الشاغل الذى تفكر فيه باستمرار ؟ ما الهدف الذى تسعى إليه و تعيش من أجله ؟؟
هناك أناس هدفهم فى هذه الدنيا أن تكثر أموالهم و ممتلكاتهم أو يعلو جاههم و مناصبهم ،أو يوسعوا على أنفسهم و أولادهم بشتى ألوان النعيم .. هذا هو أكبر همهم . إذا سألت أحدهم أثناء سنوات الدراسة ما الهدف الذى تسعى إليه ؟ سيقول لك النجاح والحصول على شهادة علمية ، وما الغاية من هذه الشهادة ؟ إنه المركز والجاه ، أوالحصول على الأموال أو التميز بين الآخرين ، والأموال يريدها الإنسان ليشترى بها ما يجلب له الراحة والسعادة فى الدنيا وأما التميز فيحتاجه ليرضى غروره وكبريائه .
فقلما تجد إنسان يطلب النجاح لغير الدنيا أو الوظيفة والأموال ليستعملها فى طاعة الله ، وإنما الغالب على الناس طلب المتعة العاجلة ، فالنجاح متعة فى ذاته وسبب موصل لمتعة أخرى كالجاه والمنصب ، والأموال يطلبها الإنسان للتمتع بها وللوصول إلى متع أخرى .
وقد يدعى الإنسان إنه يطلب المال والنجاح والمركز ليستعين بها على طاعة الله ولكن كيف يدعى ذلك من ينشغل بما يحصله من الدنيا عن طلب الآخرة فيكون مشغول بالوسيلة عن الغاية وبالسبب عن الهدف ، ذلك لأنه فى الحقيقة يطلب المتعة الحاضرة التى يراها ويحسها ويتذوقها فانشغل بها عن طلب المتعة الآجلة المتأخرة . ومتع الدنيا لها مذاق من شأنه أن يجعل الإنسان لا يحس بالشبع منها فلا يكتفى بالقليل ولا يرضى بالكثير ، وإنما يظل دائما يلهث خلفها ويتنقل من متعة إلى متعة ومن لذة إلى أخرى حتى تصبح الدنيا أكبر همه .. ولا فكر له إلا فى الدنيا فكل أهدافه أو معظمها مرتبطة بالدنيا .. أما الهدف الذى من أجله خلق .. فقلما يفكر فيه قائلا : ماذا عملت لآخرتى ؟ وما الذى أمرنى الله به ؟ وما الذى نهانى عنه ؟ ما الذى عملته وما الذى لم أعمله ؟؟ فهذه المسألة تجدها فى الغالب غائبة عن الذهن لأنها ليست غاية فى الأصل أو هدف .. فلا يكثر التفكير فيها، وإنما قد يعتريه هذا التفكير فى بعض أوقات حياته حين يحس بفراغ روحى أو يصيبه الملل من نمط الحياة التى يحياها ، أو حين تصيبه الآلام والأنكاد من مشاكل الحياة . ففى مثل هذه اللحظات قد يختلى بنفسه قليلاً يتسائل : ما الهدف الذى أعيش من أجله ؟ و ماذا عملت ؟ و ما الذى أريد أن أحققه ؟؟
وهنا قد يجيبه إيمانه الفطرى: أنت تعيش فى هذه الدنيا لأن الله تعالى خلقك فيها و قد خلقك لتعبده ولكن كيف تعبده وأنت لم تعرفه تمام المعرفة لذلك انشغلت بغيره . وحينئذ تميل نفسه للسعى فى معرفة ربه والقرب منه ، فيبدأ من خلال سخطه على الدنيا الإتجاه لآخرته و يسير خطوات تتناسب مع الفراغات الموجودة فى دنياه ، بحيث تبقى الدنيا هى أكبر همه ، ولا يعمل للآخرة إلا حين يتيسر له الوقت ، وتحين له الفرص ، لذلك حين تتحسن أحوال دنياه وينكشف عنه الكرب وينجلى عن نفسه الملل فسرعان ما ينسى الآخرة ويعود للإنشغال بالدنيا ، وذلك لأن المسألة عنده ليست أصل أو هدف يعيش من أجله ، أوعقيدة يعتقدها . لذلك لا تجد إنسان يسعى فى طلب الآخرة بجد وإجتهاد إلا من اتخذ الدنيا معبراً لآخرته ووسيلة إليها .. أما من كانت الدنيا أكبر همه فلن يجد وقت لطلب الآخرة .. لأن الدنيا ستظل تنقله من هم إلا هم ، ومن شغل إلا شغل ولن تتركه حتى تقذفه فى القبر .
لذلك ارتفع الصوت عالياً فى الآية الثانية محذراً ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ ،والمراد بزيارة المقابر إنتهاء الآجال والدفن فى القبور بعد الموت . | |
|